محتويات
المدير العام والمدير التنفيذي
يتكون الإنسان حسب الفلسفة الديكارتية، من الوعي أو العقل من جهة، ومن الجسم أو المادة من جهة أخرى، فالوعي أو العقل هو الدليل الدامغ على وجود هذا الجسم، ولكن الجسم هو الصلة الوحيدة لهذا الوعي أو العقل مع العالم المحيط، وذلك من خلال الحواس، فالعقل بحاجة ماسة للجسم الذي لا يكاد يجد معنى دون العقل، فكلاهما يؤديّان دورهما على أكمل وجه في إدارة هذه المؤسسة الحيوية، كما يتميز الإنسان بمنظومة العقل والجسم في تسيير أعماله ووظائفه، وتتبع معظم الشّركات والمؤسسات المنظومة ذاتها، إذ تمتلك المؤسسة ما يوازي (المخ) في إدارتها وهو المدير العام، ويُقابل العضلات في وظيفتها المدير التنفيذي، وتشمل العلاقة الإدارية بينهما الكثير من المهام والمسؤوليات المتبادلة، لضمان سير عمل هذه المؤسسة بدقة، وفي المقال الآتي تفصيل هذين المنصبين الإداريين المهمين، للتعرّف على طبيعة كل منهما والفرق بينهما.[١][٢]
الفرق بين المدير العام والمدير التنفيذي
المدير العام
يمكن تعريف المدير العام General Manager، على أنه الهيئة أو السلطة العليا في الإدارة لأي منشأة، فهو المسؤول الأول عن الطبقات الإدارية الأخرى المكونة لتلك المنشأة، والمنظم لسير عملها، والممثل الرّسمي لها في علاقاتها الرسمية الخارجية، ويتميز عمل المدير العام بالازدواجية بين وضع الخطط والإستراتيجيات (شخصيًّا) من جهة، وبين دراسة وتحليل الخطط الموضوعة من قبل الإدارات الأخرى والموافق عليها من جهة ثانية، فيمكن اعتباره مخططًا ومراقبًا في الوقت نفسه، ونظرًا لامتداد صلاحيات المدير العام الإدارية، نجد امتدادًا لمسؤوليّاته ومهامّه في المقابل، وكما يقول المثل المشهور: "تأتي مع السّلطة العظيمة مسؤوليات عظيمة"[٣]، يؤدي المدير العام مجموعة من المهام والوظائف التي تنعكس إيجابيًا على الشركة التي يديرها، ومن هذه المهام:[٣]
- التخطيط، والتنظيم، والتنسيق، والتوجيه، والمراقبة لسير العمل في المؤسسة أو المنظمة.
- الإشراف الفني والإداري للمرؤوسين، فالمدير العام ليس مسؤولًا عن رفد الموظفين ومعاقبتهم ومحاسبتهم فقط، بل هو مسؤول عن توجيههم والاستماع لقضاياهم حتى الشخصية منها.
- مسؤول عن الأمور المالية، والموارد البشرية، والمبيعات، والأرباح، والآليات والمعدات، والسلامة العامة والصحة ورفع الكفاءة للموظفين، وغيرها من الأمور الفنية التي يجب أن يحيط المدير العام بها علمًا مباشرةً أو عن طريق مرؤوسيه من الإدارات الفرعية الأخرى.
- متابعة التقارير الدورية المختصة بشؤون المنشأة، ومطابقتها مع سير العمل الفعلي.
- يعدّ المدير العام الممثل الرسمي للمنشأة في محيط المؤتمرات والدورات والمفاوضات مع العالم الخارجي.
- يمتلك المدير العام الصلاحية الأهم والأخطر في الوقت نفسه، ألا وهي اتخاذ القرارات النهائية والبت في الشؤون الحاسمة.
المدير التنفيذي
أما بالنسبة للمدير التنفيذي Executive Manager أو Executive Director، فهو المدير التطبيقي الأعلى رتبةً في المنظمة، إذ يخطط وينظّم وينسّق ويراقب كل ما يتعلق بالإدارة الداخلية للشركة، وهو الجسر الواصل بين الإدارة العامة وبقية الإدارات، إذ ينفذ المخططات المقترحة ويتأكد من صحة سيرها، ويشرف ويدير كل ما له علاقة بالعمل، وكما أسلفنا الذكر يكون المدير التنفيذي جسر الوصل بين الرئيس والمرؤوس، لذا فهي وظيفة محفوفة بالحساسية لمراعاتها طرفين اثنين في العملية الإدارية[٤]، يحب على المدير التنفيذي تنفيذ مجموعة من المهام الإدارية، ومنها ما يأتي:[٤]
- الإجابة للمدير العام مباشرةً، والإنابة عنه أحيانًا في بعض الظروف.
- التواصل بشكل فعال مع المساهمين، والموظفين، والمؤسسات الأخرى المرتبطة بعمل المؤسسة.
- مراجعة التقارير التي تتنقل من قسم الإدارة والإشراف على عملية تحليلها وتنفيذها.
- دراسة المشاكل والصعوبات التي قد تبرز مستقبلًا، وتحضير الحلول المناسبة لهذه المشاكل.
- الإشراف الفني والإداري على الموظفين ورفع كفاءتهم، والتّأكد من تطبيق تعليمات السلامة والصحة المهنية.
- تقييم المخاطر المحتملة التي قد تلحق الضرر بالشركة.
- رفع التوصيات والتّنبيهات للمدير العام وإحاطته بما قد يفوته من الأمور الداخلية في المنشأة.
كيفية الوصول لوظيفة المدير التنفيذي
للحصول على وظيقة مدير تنفيذي ينصح بمجموعة من الخطوات التي تسهل الطريق، وهي:[٥]
- التحصيل العلمي: الخطوة الأولى نحو العمل كمدير تنفيذي هي الحصول على درجة البكالوريوس في التعليم الجامعي كحد أدنى، ويستثنى من ذلك أحيانًا أصحاب الشركات الخاصة، كما أن احتمالية أن يصبح الشخص مديرًا تنفيذيًا دون الحصول على درجة البكالوريوس تكون ضعيفة جدًا، لأن المهام الأساسية للإدارة الناجحة للشركات والإشراف على تقدمها وتطويرها وجلب الكفاءات التي تلزم لتشغيها يتطلب الحصول على الشهادة الجامعية ودرجة علمية متعلقة بالأعمال والإدارة والاقتصاد، ويمكن أيضًا للأشخاص الذين يعتزمون الحصول على وظيفة في المستقبل كمدير تنفيذي أن يهتموا أيضًا بالحصول على درجة علمية أكثر تحديدًا، مثل شهادة البكالوريوس في القيادة التنظيمية، مع الحصول على الدورات المتخصصة في تطوير المهارات الشخصية.
- الحصول على الخبرة العملية اللازمة للوظيفة: الشخص الذي يعمل بوظيفة المدير التنفيذي عادة ما يتطلب العديد من سنوات الخبرة المهنية للوصول لهذا المنصب، إذ يحصل ذلك تتدريجيًا من بعد التخرج من الجامعة، إذ يتدرج في الإدارة أو الوظائف الإشرافية ذات المستوى الأدنى، وبعد اكتساب الخبرة على هذا المستوى، يمكن للمرشحين التقدم إلى منصب المدير مع اكتساب الخبرة الإضافية التي تلزم بالمهارات الإدارية قبل التقدم في النهاية إلى المجال التنفيذي، ويمكن للأشخاص تحقيق هذا التدرج بالخبرة العملية من خلال تغيير الشركات التي يعملون بها، إذ قد تميل بعض الشركات إلى توظيف مرشحين مؤهلين خارج مؤسستهم.
- الحصول على درجة الماجستير: أحيانًا يتطلب اكتساب الخبرة أثناء العمل عملية طويلة من الوقت، إذ تحتاج إلى العديد من السنوات، ويمكن اختصار الطريق للوصول إلى وظيفة الرئيس التنفيذي من خلال الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA)، إذ إن الحصول على هذه الدرجة المتقدمة يساعد في نجاح الأعمال من خلال السماح لهم بالعمل بالأمور المحاسبية وإدارة الموارد البشرية، مع امتلاك المهارات المتقدمة التي تُطوَّر باستمرار للمساعدة في فهم وظائف الشركات من منظور المستوى الأعلى في الإدارة، والتي يمكن أن تساعدهم في اتخاذ قرارات حاسمة كقادة أقوياء، مع العلم أن الحصول على درجة متقدمة مثل ماجستير في إدارة الأعمال لا يلغي الحاجة إلى بناء سنوات من الخبرة في العمل.
المهارات التي يحتاجها الرئيس التنفيذي
الحصول على درجة علمية متقدمة وسنوات من الخبرة الإدارية ما هو إلا جزءًا من معادلة النجاح التي تساعد للعمل كمدير تنفيذي، إذ يجب أن يمتلك المدير التنفيذي أيضًا مجموعة المهارات الأساسية التي تساهم في إمكانية تطبيق المعرفة التي اكتسبها في الشركة على أرض الواقع، ويجب أن يتمتع المديرون التنفيذيون بمهارات إدارية قوية، لتساهم في نمو الشركات وتقدمها، إذ يجب أن تتماشى هذه المهارات جنبًا إلى جنب مع القدرات القيادية للمدير التقنيذي، ويجب أن يكون المديرون التنفيذيون قادرين على تسهيل هذا النمو من خلال التنسيق بين الأفراد والموارد والسياسات، كما يجب أن يتمتع المديرون التنفيذيون بمهارات تواصل قوية من أجل مناقشة رؤيتهم على نحو فعال مع الموظفين وصولًا لأعضاء مجلس الإدارة، بالإضافة إلى ذلك يحتاج المديرون التنفيذيون إلى أن يكونوا قادرين على التواصل بطريقة ليست فقط واضحة، ولكن أيضًا أن تكون مقنعة، ونظرًا لأن المديرين التنفيذيين مطالبين باتخاذ القرارات التي تؤثر على نجاح الشركة، فيجب أن يتمتعوا بمهارات قوية في صنع القرار وحل المشكلات، ويجب أن يكونوا قادرين على تحليل المواقف والتعرف على المشكلات وتنفيذ الحلول الناجحة للحفاظ على تقدم الشركة في الاتجاه الصحيح.[٥]
كيف تصبح مدير عام
على الرغم من أن متطلبات التعليم والتدريب تختلف اختلافًا كبيرًا حسب الوظائف التي سيتم العمل بها، فإن معظم المدراء العامين لديهم على الأقل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال مع امتلاكهم عدد كبير من سنوات الخبرة العملية، ويمكن أن يصبح الشخص مدير عام من خلال الخطوات الآتية:[٦]
- إكمال درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال أو مجال ذي علاقة بالإدراة.
- الحصول على درجة علمية متقدمة، مثل الحصول على ماجستير في إدارة الأعمال.
- اكتساب الخبرة العملية في جميع أقسام الشركة أو المنظمة، خاصة في إدارة الأفراد والعمليات.
- القدرة على الإدارة الناجحة داخل المنظمة في الأمور الإدارية والمالية بالوقت نفسه.
المراجع
- ↑ "René Descartes: The Mind-Body Distinction", iep.utm.edu, Retrieved 2019-10-23. Edited.
- ↑ "UNDERSTANDING AND MANAGING ORGANIZATIONAL BEHAVIOR ", apexcpe, Retrieved 2019-10-23. Edited.
- ^ أ ب "General Manager (GM)", investopedia, Retrieved 2019-10-23. Edited.
- ^ أ ب "Executive Director vs Managing Director", educba, Retrieved 2019-10-23. Edited.
- ^ أ ب "How to Become a CEO", maryville, Retrieved 2019-10-27. Edited.
- ↑ "General Manager", seek, Retrieved 2019-10-27. Edited.